طريقة فهم القرآن الكريم
18 شوال 1446
01:49
۵۹
خلاصة الخبر :
آخرین رویداد ها
-
شرطَ النجاحِ في الدراسةِ هو معرفةُ قيمةِ العملِ ووضعُ الهدفِ.
-
نعزي العالم الإسلامي بمناسبة استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام)
-
طريقة فهم القرآن الكريم
-
تصريحات آية الله الفاضل اللنكراني (دامت برکاته) حول شخصية الامام الجواد الأئمة (عليه السلام)
-
الامام علي (عليه السلام)؛ معيار الإيمان وحقیقة القرآن
-
الوعد الصادق 2 أدخل الفرحة إلى قلوب الناس والمجاهدين وكان بلسماً لجروح جبهة المقاومة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ومن المواضيع الأساسية بالنسبة لنا "قضية فهم القرآن". في الأساس، السؤال فيما يتعلق بالقرآن هو هل من السهل على الجميع فهمه؟ وباختصار، هل يستطيع أي شخص مطلع على الكلمات والقواعد العربية أن يفهم القرآن؟ يزعم البعض أن القرآن الكريم مفهوم لجميع البشر. والرأي المضاد لهذا الادعاء هو أن هناك معايير قوية لفهم القرآن، وبدونها لا يمكن فهم القرآن.
ويبدو أنه من خلال التدقيق في جميع الأدلة والآيات والروايات والعقل والسلوك، نصل إلى نتيجة مفادها أنه من أجل فهم كل آية من القرآن الكريم، يجب علينا أولاً البحث لمعرفة ما إذا كان هناك آية مشابهة في القرآن الكريم. ولعل في هذه الآية تنبيه أو نقطة، وهي أنه لفهم القرآن يجب أولاً الرجوع إلى القرآن نفسه؟ كم موضعاً في القرآن الكريم تكررت هذه الكلمات المذكورة في هذه الآية؟ وفي الحالات المتكررة، ما المعنى الذي أراده الله تعالى لتلك الكلمات؟
فمثلا فيما يتعلق باستعمال كلمة "حرج" في القرآن، حيث استعمل الفقهاء قاعدة "لا حرج" من الآية الكريمة (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، وردت هذه الكلمة في تسع آيات ولكن بثلاثة معانٍ. هل يمكن أن نقول أنه بما أن كلمة (هرج) في آية معينة تعني هذا، فلا بد أن يكون لها نفس المعنى في هذه الآية؟ لا.
أو مثلا كلمة "فتنة" في الآية المتعلقة بالجهاد الأولي: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة". وبناء على العقلية التي تقول بأن الفتنة تعني المؤامرة، فقد قال البعض: ما دام الكفار والمشركون يتآمرون على المسلمين، فقاتلوهم. ولكن لو لم يكونوا يتآمرون على المسلمين وكان هناك أمن واستقرار لما كان الأمر يستدعي الجهاد أصلاً، وإن لم يكن هذا هو المقصود. بل إن الفتنة في بعض الآيات الأخرى هي الشرك. مع أن هناك رواية موثوقة لهذا المعنى، إلا أننا الآن سنعرض أولا القرآن نفسه. وفي آيات أخرى، كالآية 4 من سورة الأحزاب، يكون المعنى فتنة الشرك، فـ (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) أي يجب عليكم أن تقاتلوا المشركين حتى تزول خيوط الشرك عن وجه الأرض ويصبح الناس جميعا واحدا.
لذلك، أولاً وقبل كل شيء، لفهم القرآن، لا بد من الرجوع إلى القرآن نفسه.
وفي المرحلة الثانية يجب أن نرجع إلى الأحاديث لنرى ماذا قال النبي وأهل البيت (عليهم السلام) عن الآية. على سبيل المثال، فيما يتعلق بكلمة "الفجر" في سورة المؤمنون، يقول القرآن: "والذين هم على أبصارهم يحفظون". وفي سورة النور أيضاً: (قل للمؤمنين فليخفوا من أبصارهم ويحفظوها). فروجاهم. وقد ورد في الروايات معنى حفظ الفرج في قوله تعالى: (الذين هم لفروجهم حافظون) وفي سورة النور.
لفهم القرآن الكريم لا بد من دراسة الروايات العديدة عن أهل البيت (ع). وأما رواية "لا يعرف القرآن إلا من خاطبه" فصحيح أن التعريف ظاهر في التفسير لا في الفهم الأول للآية. ولكن يمكن القول أنه حتى في الفهم الأولي للآية لا بد من الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام.
المرحلة الثالثة في فهم الآيات هي الرجوع إلى العقل المستقل. والسبب في ذلك أن كثيراً من أهل السنة أصبحوا مهووسين بفكرة التجسد لأنهم سدوا طريق العقل في تفسير الآيات. ولذلك يقولون إن الله نفسه يقول في القرآن: "أنا الله"، فالله جسم. والطريقة لتجنب هذه الانحرافات هي اللجوء إلى العقل. إن العقل، باعتباره مقابل العقل، له دور واضح في الفهم الصحيح للآيات.
وأما الخطوة الأولى وهي الرجوع إلى القرآن، فإن القرآن نفسه يذكر أن آيات القرآن نوعان: آيات معلومة، وآيات متشابهة، ولكي نفهم المتشابه لا بد من الرجوع إلى المتشابه. من يستطيع التمييز بشكل دقيق وصحيح بين القوي والضعيف؟ ومن الواضح أن الأئمة المعصومين: والذين هم على دراية بأقوال الأئمة.
أما عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فهناك بحث في أن الآيات الظاهرة من القرآن تنص على أن الشيطان يغوي الأنبياء، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا أَنْ يَمُونَ أَقْلِيَ الشَّيْطَانَ أَمَانِيَهُ فِي أُمُنِيَّتِهِ). هذه الآية الظاهرة لا بد أن تترجم إلى آيات قوية تنص على أن الأنبياء هم أمثلة على "الذين لهم الأمن"، أي الأشخاص الذين لا يملك الشيطان القدرة على إغرائهم. إن هذه المرجعية التي تشبه القوي تتعلق بالأساس بالعصمة (عليها السلام)، ومن ثم يستطيع الفقيه في مستوى أدنى أن يفهم ذلك من خلال المعايير التي يختارها للقوي والمماثل.
النتيجة هي أنه لفهم معنى الآية، أي لمعرفة مراد الله تعالى وماذا أراد الله من هذه الآية، لا بد من الرجوع إلى القرآن أولاً، وثانياً إلى المعصومين، وثالثاً إلى العقل حتى نستطيع أن نفهم معنى تلك الآية. وبطبيعة الحال، في بعض الأحيان يتم تعريف التفسير على أنه اكتشاف المعنى المقصود، في حين أن المعنى هو اكتشاف المعنى المقصود، والتفسير أكثر دقة إلى حد ما من المعنى واكتشاف المعنى المقصود.
وهذه المسألة واضحة لكل من لديه بعض الإلمام بالقضايا الأساسية. وأساساً فإن من لا يعلم علم المبادئ ليس فقط لا يملك القدرة على تفسير القرآن، بل هو أيضاً عاجز تماماً عن تفسير القرآن، وحتى عن التعبير عن المعنى الظاهر للآيات القرآنية. لأن المعنى الظاهر الواحد له معانٍ عامة، وخاصّة، ولاغية، وقديمة، ثابتة، ومتشابهة، ومطلقة، ومقيدة، وتمييز كل ذلك يحتاج إلى معيار أساسي.
والآن إذا اعتبر أحد هذه الخطوات ضرورية لفهم القرآن فهل يعني هذا أنه راوي؟ كما أن البعض يتصور أنه إذا قلنا بأننا لا نفهم شيئاً من القرآن فإننا نصبح مرتدين! هذا الكلام خاطئ ومضلل للغاية، وهو ينبع من أن المخدوع لم يفهم الأمر إطلاقاً.
ونحن نقول إن هذه الخطوات ضرورية لفهم معنى القرآن. الآن، إذا لم نجد دليلاً من القرآن والأحاديث على آية ما، ولم نستخدم العقل لإقامة الربط، فهنا تقول التقارير الإخبارية أنه حتى لو كان لهذه الآية ظهور، فإن هذا الظهور ليس لنا.